توجد ثلاث عشرات هامة في السنة وهي مواسم روحية :
الأولى : العشرة الأواخر من شهر رمضان المبارك.
الثانية : العشر الأوائل من شهر ذي الحجة الحرام.
الثالثة : العشر الأوائل من شهر محرم الحرام.
قال العلامة في الميزان في ذيل تفسير سورة الفجر :
" و قوله: { و ليال عشر } لعل المراد بها الليالي العشر من أول ذي الحجة إلى عاشرها و التنكير للتفخيم.
و قيل : المراد بها الليالي العشر من آخر شهر رمضان، و قيل : الليالي العشر من أوله، و قيل الليالي العشر من أول المحرم،
و قيل : المراد عبادة ليال عشر على تقدير أن يراد بالفجر صلاة الفجر."
أهمية العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك :
في الإقبال للسيد ابن طاووس : عن " مولانا علي بن أبي طالب عليه السلام أنه قال : لما كان أول ليلة من شهر رمضان قام
رسول الله صلى الله عليه وآله، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس قد كفاكم الله عدوكم من الجن والإنس،
ووعدكم الإجابة وقال: ادعوني أستجب لكم. ألا وقد وكَّل الله سبحانه وتعالى بكل شيطان مريد سبعة من الملائكة،
فليس بمحلول حتى ينقضي شهر رمضان، ألا وأبواب السماء مفتحة من أول ليلة منه الى آخر ليلة منه، ألا والدعاء فيه مقبول.
حتى إذا كان أول ليلة من العشر قام فحمد الله وأثنى عليه وقال مثل ذلك ثم قام، وشمر وشد المئزر وبرز من بيته
واعتكف وأحيا الليل كله، وكان يغتسل كل ليلة منه بين العشائين".
توجد دورة روحية مكثفة لتعميق الاتصال بالله سبحانه وتعالى تبدأ من شهر رجب و تنتهي بنهاية شهر رمضان المبارك,
وتمثل العشر الأواخر من شهر رمضان غاية الغاية ونقطة النهاية في هذه الدورة المكثفة.
يكفي العشر الأواخر من شهر رمضان عظمة وجود ليليتين من ليالي القدر فيها.
إن العشر الأواخر من شهر رمضان هي تحليق في آفاق القرب الإلهي وتكون الجنة و رضوان الله من المحطات
التي يتم الوقوف فيها في هذه الرحلة الإلهية.
ذكر ا العلامة الحلي، تذكرة الفقهاء6/236 :
عن الإمام الصادق عليه السلام : " كان رسول الله صلى الله عليه وآله ، إذا دخل العشر الأواخر شد المئزر
واجتنب النساء وأحيى الليل وتفرغ للعبادة "
لذا ينبغي للمؤمنين أن يعمروا هذه العشر الأواخر بالعبادة والذكر والطاعات الأخرى و يزيدوا من درجة إقبالهم على الله سبحانه وتعالى.