بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآآآآآآل محمد
قال عصار بن المصطلق : دخلت المدينة فرأيت الحسن بن علي ، فأعجبني سمته ورواؤه ، وأثار من الحسد ما كان يخفيه صدري لأبيه من البغض ، فقلت له : أنت ابن أبي تراب ؟ فقال : نعم .
فبالغت في شتمه وشتم أبيه ، فنظر إلى نظرة عاطف رؤوف ، ثم قال : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، بسم الله الرحمن الرحيم ، ( خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجهلين * وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم * إن الذين اتقوا إذا مسهم طلف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون * وإخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون ) ثم قال لي : خفض عليك ، أستغفر الله لي ولك ، إنك لو استعنتنا لأعناك ، ولو استرفدتنا لرفدناك ، ولو استرشدتنا لأرشدناك .
قال عصام : فتوسم مني الندم على ما فرط مني .
فقال : ( لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الر حمين ) أمن أهل الشام أنت ؟ قلت : نعم .
فقال : شنشنة أعرفها من أخزم ، حيانا الله وإياك ، انبسط إلينا في حوائجك وما يعرض لك تجدني عند أفضل ظنك إن شاء الله تعالى . قال عصام : فضاقت علي الأرض بما رحبت ووددت لو ساخت بي ، ثم سللت منه لواذا ، وما على الأرض أحب إلى منه ومن أبيه .